اعتبر الوزير السابق غابي ليون أنه يمكن استكمال المشاورات الحكومية من حيث توقفت وأن لا ضرورة للعودة الى نقطة الصفر والمربع الأول، لافتا الى ان تحديد معايير معينة للتشكيل تعتمد على نتائج الانتخابات النيابية وعلى النظام النسبي من شأنه أن يحل الأزمة الراهنة، فيتم تأليف حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الجميع بحسب أحجامهم في المجلس النيابي.
وأوضح ليون في حديث لـ"النشرة" أن "اعادة الأمور الى نقطة الصفر قد يؤدي الى تشكيل حكومة أكثريّة، وهذا النوع من الحكومات موجود في الديمقراطيات وان كان النظام اللبناني يفرض في معظم الأوقات تشكيل حكومة وحدة وطنية". وقال:"للأسف نحن نشعر أن هناك من يستهدف العهد ومن يحاول تحميل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزر الأزمة الاقتصادية"، لافتا الى أن الحملة التي تستهدف رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل تصب في الخانة نفسها.
واستهجن ليون اتهام "االتيار" بالسعي للحصول على الثلث المعطل، لافتا الى ان المعارضة هي التي تسعى عادة لذلك وليس الطرف الموجود في الحكم، وأضاف:"لكن اذا كان حجمنا النيابي يتيح لنا بالحصول على 11 أو 12 وزيرا فذلك لا يعني ان هذا هو هدفنا الرئيسي".
وردا على سؤال عما يُحكى عن انقطاع التواصل بين القوى المعنية بعملية تشكيل الحكومة، قال ليون:"لا بد من أن يعود التواصل بعد عيد رأس السنة، والكل يجب أن يتذكّر أننا في عهد العماد ميشال عون ولا يُفترض أن يفوّتوا هذه الفرصة الثمينة".
وعن العلاقة مع حزب الله، اشار ليون الى "اننا في مرحلة انتظار وترقب لتوضيح بعض المواقف"، مؤكّدا ان لا خلاف على الاطلاق بالامور الاستراتيجيّة وهو ما ظهر جليًّا في مواقف رئيس الجمهورية والوزير باسيل على المحافل الدولية، وقال:"ونحن هنا لا نسعى لـ"تربيح جميلة" باعتبار ان وقوفنا الى جانب المقاومة هو عن قناعة تامة".
وتناول ليون موضوع الأزمة الاقتصاديّة، فشدد على وجوب الاقرار بأننا نمر بأزمة حقيقية يتطلب الخروج منها بتقشّف وقرارات غير شعبيّة لكنها تصب في النهاية في خانة تأمين المصلحة العامة. وشدد على وجوب أن يسبق أيّ اجراءات أو تدابير من هذا النوع اتخاذ خطوات كبيرة في مجال مكافحة الفساد والهدر والسرقة، وعندها يشعر المواطن أن هناك سياسة اقتصادية نظيفة وسيقتنع بوجوب السير بالاجراءات.
وعن اعادة افتتاح سفارة الامارات في سوريا والخطوات العربيّة الانفتاحية باتجاه دمشق، ذكّر ليون أن لبنان لم يقطع علاقته بسوريا،لافتا الى أن النأي بالنفس عن المشاكل لا يجب أن يعني النأي بالنفس عن تأمين مصالحنا، من هنا كان تشديدنا على وجوب اعتماد سياسة خارجية مستقلة. وقال:"عندما كانت سوريا تحتلّ أرضنا كنا نواجهها أما اليوم فلا مشكلة لنا على الاطلاق معها".